تعريف التعليم المبرمج
ظهر التعليم المبرمج في أوائل العشرينات من القرن العشرين٬ وهو عبارة عن طريقة للتدريس تقسم فيها المادة الدراسية بطريقة منطقية إلى خطوات صغيرة منظمة في تتابع كل خطوة منها تتطلب استجابة ايجابية من التلميذ .وهو احد أساليب التعلم الذاتي و التي تمكن الفرد من أن يعلم نفسه بنفسه ذاتيا بواسطة برنامج اعد بأسلوب خاص يستند إلى النظرية السلوكية (نظرية سكينر). هذا البرنامج يعرض المادة التعليمية في صورة كتاب مبرمج أو أداة تعليمية أو فيلم مبرمج ،حيث يتم إعداده مسبقا ٬وتقسم إلى أجزاء أو وحدات صغيرة و لا ينتقل المتعلم من إطار إلى آخر إلا بعد اجتياز الإطار الأول و تنفيذ ما يطلب منه بصورة صحيحة.
أنواع التعليم المبرمج
هناك نوعان رئيسيان من البرمجة هما الأسلوب الخطي و الأسلوب التفريعي
الأسلوب الخطي: هولسكينر skiner يقوم على تحليل المادة الدراسية أو التحصيلية لأجزاء مستقلة يسمى كل منها إطار وتتوالى الأطر في نمط أفقي مستقيم وتقدم الأسئلة مباشرة في البرنامج الخطي ٬بحيث يفكر التلميذ و يكتب إجابته ٬و تسمى البرمجة الخطية ببرامج الخط المستقيم٬ الذي يبدأ من السلوك الأولي إلى السلوك النهائي المطلوب ٬و لذلك فان كل إطار يتضمن الاستجابة الصحيحة للإطار السابق٬ بالإضافة إلى المعلومات الجديدة و المنبهات أي إن استجابة التلميذ يتم تعزيزها مباشرة.
الأسلوب التفريعي :ويعود الفضل في ابتكاره إلى كراودر crawder وعنده يشمل الإطار فقرة أو فقرتين من المعلومات .ثم يوجه سؤالا من نوع الاختيار من المتعدد ٬ يجيب عليه المتعلم باختيار إجابة واحدة . فإذا كانت الإجابة صحيحة يطلب البرنامج من المتعلم الانتقال إلى إطار آخر أصعب ٬ إما إذا كانت الإجابة خاطئة فان المتعلم ينتقل إلى تقويم تشخيصي علاجي . و يستمر في ذلك حتى يختفي الخطأ . فالبرمجة التفريعية أسلوب تشخيصي لنواحي القوة و الضعف في التعليم و أسلوب علاجي للأخطاء.
خطوات إعداد الوحدات البرمجية
– التعرف على المتعلم من حيث سنه و مستوى استعداداته العقلية و مستواه الدراسي.
– تحديد نوع النشاط والسلوك المطلوب من المتعلم.
– تحديد المستوى و الهدف المراد التوصل إليه من البرنامج.
– تحديد الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف النهائي.
– الاستعانة ببعض المثيرات المساعدة و المثيرات الحادثة التي يمكن أن تساعد المتعلم على الاستجابة الصحيحة(مثير – استجابة- تعزيز).
-تجربة الكتاب المبرمج قبل استخدامه في صورته النهائية.
– تقويم البرنامج و تعديله.
– كتابة البرنامج في صورته النهائية.
قواعد التعليم المبرمج
– أن تصاغ أهداف البرنامج بعبارات سلوكية تحدد سلوك المتعلم و تصف أداء قابلا للقياس.
– أن تحدد شروط الأداء٬فيوضح لبرنامج ما إذا كان المطلوب هو إنشاء إجابة٬ أو الاختيار من بين إجابات متعددة.
– أن يحدد الموضوع التعليمي٬الذي سيتلقى البرنامج ٬ و أن نحدد تلك المعلومات التي في متناول الباحث ٬ حتى لا يقدم للمتعلم برنامجا يقوم على مستوى تحليلي معين غير متوفر لدى المعلم.
– أن يحرض واضع البرنامج على عدم حشد الكثير من المعلومات في كل إطار٬ تفاديا لوقوع المتعلم في الأخطاء ٬ وان يتوخى المبرمج البساطة و الوضوح.
– أن يعنى واضع البرنامج بتجزئة المادة التعليمية في اطر صغيرة يسهل تعليمها و الإجابة عليها و كذا دعمها.
– أن يبنى البرنامج بأسلوب خبرات مشوقة٬ يحفز المتعلم على الانتباه و التركيز.
– أن يشتمل الخبرات المرحلية التي يمكن تقديمها كنوع من المراجعة بعدد معين من الأطر.
مميزات التعليم المبرمج
– يتميز التعليم المبرمج بزيادة معدل التقدم في التعلم وفي اختصار كثير من وقت التعلم و جهده.
– يتفوق التعليم المبرمج في حجم التذكر ٬ وطول مدة احتفاظ المتعلم بالخبرة المتعلمة في الذاكرة.
– يتميز التعليم المبرمج في تجريد الخبرة و تعميقها و انتقال اثر التدريب إلى مواقف عديدة.
– يمكن استخدام حوافز داخلية أو دوافع أولية في التعلم بالطريقة التقليدية ٬ غير أن هذه الحوافز تتأثر بعوامل عديدة مثل : شخصية المعلم، أو طبيعة المتعلم و ميله للخبرة المراد تعلمها، أما في التعليم المبرمج فإننا نلاحظ أن الحوافز الداخلية أو الدافعية الأولية تكون كنتيجة منطقية لاستخدام التعزيز و الاستجابة بطريقة منتظمة.
سلبيات التعليم المبرمج
– لا يصل هذا النوع من التعلم لتحقيق الأهداف الانفعالية فمعظم اهتمامه بتحقيق الأهداف المعرفية و المهارات الأدائية.
– قد يؤدي إلى الملل بسبب خطواته الصغيرة المتتالية التي تؤدي إلى طول البرنامج.
– قد يتحول التعليم المبرمج إلى عمل آلي يهتم المتعلم فيه بالاستجابة بصورة آلية بكل خطوة على حدة دون مقارنتها أو ربطها بخطوة سابقة.
بالتالي نجد أن التعليم المبرمج يحقق نتائج ايجابية أكثر من التعليم التقليدي ، لكن يصعب تحديد أفضل برنامج يمكن استخدامه أو الذي يضمن لنا أفضل النتائج.